o00o الضحك للركب o00o

سافر ثلاثة شبان إلى دولة بعيدة لأمرٍ ما، ولم يجدوا سكناً إلاَّ في الدور الخامس والسبعين في الفندق.

قال لهم موظف الاستقبال: المصاعد مبرمجة على أن تغلق أبوابها تلقائياً عند
الساعة (12) ليلاً، فلا بد أن يكون حضوركم قبل ذلك. لأنها لو أغلقت لا
تستطيع قوة أن تفتحها، فالكمبيوتر الذي يتحكم فيها في مبنىً بعيدٍ عنا!

ثم خرجوا للنزهة فتأخروا!

فأجمعوا أمرهم على أن يصعدوا إلى غرفتهم عبر السلم!.

قال قائل منهم: أقترح عليكم أن يقص كل واحد منا قصة مدتها مدة الصعود في
(25) طابقاً. ثم الذي يليه، ثم الذي يليه حتى نصل إلى الغرفة.

قالوا: نعم الرأي.. فابدأ أنت.

قال: أما أنا فسأعطيكم من الطرائف والنكت ما يجعل بطونكم تتقطع من كثرة الضحك!

قالوا: هذا ما نريد. وفعلاً حدَّثهم بطرائف حتى كادت العمارة ترتج لضحكهم.

ثم جاء دور الثاني فقال: أما أنا فعندي قصصٌ جادة. فوافقوا. فاستلمهم مسيرة خمسة وعشرين طابقاً أخرى.

ثم جاء دور الثالث فقال: عندي قصص مليئة بالنكد والهمِّ والغمِّ. فقالوا: لا بأس! قل ما عندك حتى نصل ونحن في أشد الشوق للنوم.

فقص عليهم ما ينغص العيش! فلما وصلوا إلى باب الغرفة كان التعب قد بلغ بهم كل مبلغ.

قال: وأعظم قصة نكد هي أن مفتاح الغرفة نسيناه لدى موظف الاستقبال في الدور الأرضي!

أليست هذه قصتك أيها الإنسان؟

الشاب يلهو ويلعب، في السنوات الخمس والعشرين من حياته. سنواتٍ هي أجمل سنيّ العمر، فلا يشغلها بطاعة ولا بعمل.

ثم يبدأ الجد في الخمس والعشرين التالية، فيعمل لطلب الرزق وينهمك في الحياة، ويتزوج، وينجب...

ثم في الخمس والعشرين الأخيرة من حياته يبدأ النكد، فتعتريه الأمراض وهموم الدنيا!

لا مشكلة في هذا! لكن.....

انتبه أيها الإنسان أن يكون ...

مفتاح الجنة في يدك دوما!

"اللهم احسن خاتمتنا في الامور كلها .. واجعل افضل ايامنا يوم نلقاك وانت ضاحك الينا وراضٍ عنا... برحمتك يا ارحم الراحمين