في عيشه صلى الله عليه وسلم في المأكل والمشرب و الحياة
فراش النبي صلى الله عليه وسلمعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم على حصير قد أثر في جنبه فبكيت
فقال: ما يبكيك؟
قلت: كسرى وقيصر على الخز والديباج، وأنت نائم على هذا الحصير
فقال صلى الله عليه وسلم: ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها - رواه أحمد، وابن ماجة بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب بلفظ آخر والترمذي وقال: حسن صحيح، والحاكم والطبراني، وقال الحاكم على شرط البخاري وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: ورجال أحمد رجال صحيح غير هلال بن حيان وهو ثقة
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: إنما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه أدمًا حشوه ليف
وفي رواية: كان وساد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يتكئ عليه من أدم حشوه ليف - رواه أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي وابن ماجة
وعن حفصة رضي الله عنها قالت: كان فراشه صلى الله عليه وسلم مسحًا يثنيه ثنيتين فينام عليه، فلما كان ذات ليلة قلت: لو ثنيته أربع ثنيات لكلن أوطأ، فثنيناه بأربع ثنيات فلما أصبح قال: ما فرشتموه الليلة؟
قلنا: هو فراشك إلا أنا ثنيناه بأربع ثنيات، قلنا هو أوطأ لك
قال: ردوه لحاله الأولى؛ فإنه منعني وطاؤه صلاتي الليلة - رواه الترمذي
عظمة النبي صلى الله عليه وسلم في القلوبعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ملأت عيني منه قط حياء منه وتعظيمًا له، ولو قيل لي صفه لما قدرت - رواه مسلم
ولما رأته صلى الله عليه وسلم قيلة بنت مخرمة في المسجد وهو قاعد القرفصاء أرعدت من الفرق، أي الخوف - رواه أبو داود
وجاء رجل إليه صلى الله عليه وسلم فقام بين يديه، فأخذته رعدة شديدة ومهابة فقال له: هون عليك فإني لست بملك ولا جبار، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة، فنطق الرجل بحاجته
خوف النبي صلى الله عليه وسلمروى البخاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية
وروى أيضًا أنه صلى الله عليه وسلم قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا
وعن عبد الله بن الشخير قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء - رواه أحمد وأبو داود واللفظ له، والنسائي بسند حسن، والترمذي وصححه، وابن حبان وابن خزيمة
اكتحال النبي صلى الله عليه وسلمعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان صلى الله عليه وسلم له مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثلاثة في هذه وثلاثة في هذه - رواه الترمذي وابن ماجة وحسنه الترمذي وروى أحمد نحوه، وقال المناوي: فيه عباد بن منصور ضعفه الذهبي
جماع النبي صلى الله عليه وسلمعن أنس رضي الله عنه قال: كان صلى الله عليه وسلم يطوف على جميع نسائه في ليلة بغسل واحد - رواه السبعة
وزاد في رواية: وله يومئذ تسع، وقال البخاري: وهم إحدى عشرة قال المناوي: ولا منافاة، لأنه ضم مارية وريحانة إليهن، وأطلق عليهن لفظ نسائه تغليبًا
قال الراوي: قلت لأنس: أو كان يطيقه؟
قال: كنا نتحدث أنه أعطى قوة ثلاثين - هذا لفظ البخاري وعن معاذ: قوة أربعين، وعن مجاهد: كل رجل من رجال أهل الجنة وعن انس مرفوعًا: يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا في الجماع
قلت: يا رسول الله، أو يطيق ذلك؟
قال: يعطى قوة مائة
نوم النبي صلى الله عليه وسلمعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله تنام قبل أن توتر؟ قال: تنام عيني ولا ينام قلبي - رواه الشيخان
قال المناوي: وذلك لأن النفوس الكاملة القدسية لا يضعف إدراكها بنوم العين واستراحة البدن، ومن ثم كان سائر الأنبياء مثله لتعلق أرواحهم بالملأ الأعلى، ومن ثم كان إذا نام لم يوقظ لأنه يدري ما هو فيه، ولا ينافيه نومه بالوادي عن الصبح لأن رؤيتها وظيفة بصرية
ضحك النبي صلى الله عليه وسلمعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعًا قط ضاحكًا حتى أرى منه لهواته وإنما كان يبتسم - رواه البخاري
اللهوات: جمع لهاة، وهي اللحمة التي بأعلى الحنجرة من أقصى الفم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه في قصة المواقع أهله في رمضان فضحك رسول الله حنى بدت نواجذه - رواه البخاري
النواجذ: الأضراس
وقال ابن أبي هالة في حديثه: جل ضحكه التبسم
وعن جابر بن سمرة قال: كان صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تبسمًا - رواه أحمد والترمذي والحاكم
وعنه قال: كان صلى الله عليه وسلم طويل الصمت قليل الضحك. رواه أحمد، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير شريك وهو ثقة
وعن عبد الله بن الحارث قال: ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم - رواه الترمذي
قال الحافظ بن حجر: والذي يظهر من مجموع الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم كان في معظم أحواله لا يزيد على التبسم، وربما زاد على ذلك فضحك
سرور النبي صلى الله عليه وسلمعن كعب بن مالك قال: كان صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر - رواه الشيخان
مزاح النبي صلى الله عليه وسلمعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني لأمزح ولا أقول إلا حقًا - رواه الطبراني، قال الهيثمي: إسناده حسن
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رجلاً كان مخبلاً، قال: يا رسول الله، احملني
فقال: أحملك على ابن الناقة
فقال: يا رسول الله، ما عسى أن يغني عني ابن الناقة
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك، وهل يلد الجمل إلا الناقة! رواه الترمذي
وعن الحسن رضي الله عنه قال: أتته صلى الله عليه وسلم عجوز، فقالت: يا رسول الله، ادع الله لي أن يدخلني الجنة
فقال: يا أم فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز
قال: فولت تبكي
فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز،
وكان بكاؤه صلى الله عليه وسلم من جنس ضحكه، لم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن تدمع عيناه حتى تهملا، ويسمع لصدره أزيز حين يبكي رحمة لميت، وخوفًا على أمته، وشفقة من خشية الله عند سماع القرآن، وأحيانًا في صلاة الليل